الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

الالقاءالمسرحي

الالقاءالمسرحي

الالقاء المسرحي الصوت الإنساني هو الناقل الحقيقي لمشاعر وأفكار الإنسان من سرور وألم أو غضب وعندما ينطق هذا الصوت الكلام في المسرح نكون قد دخلنا بفن آخر هو فن الإلقاء ويتحول فيه الكلام إلى عنصر مكمل، ويكون الأساسي هو الأسلوبية التي نطق بها والمعاني الجديدة التي أضفتها عليه طريقة النطق. وعلى... الرغم من تطور عناصر العرض ...المسرحي وتعقدها وتهميشهما في كثير من التجارب المسرحية للكلام حتى ظهرت فنون مسرحية جديدة لا تنطق فيها كلمة واحدة (المسرح الإيمائي) إلا أن الكلمة ظلت عصية على الإلغاء وظلت مشحونة بقدرتها على التأثير والفعل. ويشكل فن الكلام قيمة خاصة لدى العرب وكما يقال من طبيعة العرب أن تطرب أسماعهم قبل قلوبهم وهذا انتقل إلى المسرح العربي الذي يقدر الكلمة المؤثرة والمعبرة عن أفكار ومشاعر والركائز الثلاثة لفن الإلقاء هي: البلاغة الصوتية، البلاغة الفكرية، والموهبة، واختفاء أحد هذه العناصر في الإلقاء المسرحي يشكل ضعفا ملحوظا وقد يؤدي إلى فقدان التواصل بين المتفرج والعرض ونود أن نؤكد في البداية على بعض القضايا الأساسية في الإلقاء المسرحي: 1- إن الموهبة وحدها لا تؤتي ثمارها إلا بالاستفادة من العلوم الفنية كعلم النطق وتطوير تقنيات الصوت ومهاراته. 2- الاعتماد على الميكروفون لا يغني عن قوة الصوت وتكامله، والأصل في المسرح أن يسمع المتفرج صوت الممثل دون حسنات خارجية أو مكبرات قد تضعف من إحساسه الحقيقي ليصل إلى المتفرج إحساسا مصنوعا ومزخرفا. 3- لا ينبغي أن ننظر إلى فن الإلقاء على أنه مجرد محاولة للتأثير في الجماهير بنبرة صوت شجي أو بمجرد حسن وإجادة الإلقاء والتلاعب بعواطف المتلقين عن طريق اللعب بالألفاظ والمعاني وطبقات الصوت، والتركيز على كلام دون آخر، وإنما هدف الإلقاء في المسرح هو التعبير عن الأحاسيس الصادقة والعميقة للشخصية، وإيصال فكرة العرض عبر الكلمة المشحونة بالدلالة والطاقة الفنية، وتجسيد اللحظة الدرامية بشكل يتوافق مع وضعها خلال العرض ككل طبيعة الصوت البشري: يتكون الصوت نتيجة للحركة الناجمة عن ذبذبة الحبال الصوتية بسبب مرور الهواء الخارج من الرئتين، ويسمى في هذه الحالة نغما صوتيا خالصا ثم تتناوله أعضاء الكلام. فيقوم (اللسان، الشفتان، اللهاة، الأسنان، سقف الحلق) بالتحويل، تحوله إلى الأصوات اللغوية المعروفة أي أن الصوت ناتج عن عمل الرئتين والأعصاب الصوتية في الحنجرة، ويرجع قوة الصوت أو ضعفه إلى عمل الرئتين ويرجع حجمه من حيث الفخامة أو الرقة إلى طبيعة الأعصاب الصوتية، فإن كانت رقيقة أحدثت صوتا رقيقا أو رفيعا، وإن كانت غليظة أحدثت صوتا يناسبها، وهكذا اختلفت أصوات الناس كما اختلفت أجناسهم اختلافا فطريا ولكن لكل صوت شخصية وروح خاصة به، لذلك لا يوجد صوت قبيح أو جميل بل طريقة استخدامه وتوظيفه في المسرح أو في الحياة هي الجميلة أو ليست كذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق